أجمل ما نتعلمه من قصص الفشل.. هو: كيف نستطيع أن ننجح؟ في كل قصة فشل.. قصة نجاح لمن يقرأ القصة حتى السطر الأخير.. منتهى السذاجة أن تكرر أخطاء الآخرين ولا تتجنبها ولا تبتعد عنها، وأن تدوس نفس الأرض فتنفجر ألغام اليأس والأزمات والموت في جسدك.
لحظة.. لا تحاول أن تقنعني بأنك ذكي بما يكفي لتسمو فوق كل أخطاء غيرك بهذه السهولة، الطبيعي هو أننا نكرر بعض الأخطاء ذاتها التي مارسها غيرنا.. دون أن ننتهي.. ومن النباهة أن نحاول عن جد مراقبتها لضمان عدم الوقوع في أغلبها .. ومن العبقرية أن تقرأ الماضي وأنت تصنع تجربتك الخاصة في الحياة بكل هدوء وسكينة وصفاء.. النجاح رواية حب طويلة تستطيع أن تكتبها بنفسك مع حق اللجوء والاقتباس من مصادر مختلفة.. دون أن تصبح روايتك نسخة طبق الأصل من رويات أخرى.
أريد الآن أن أراهنك على أن قراءة المقال التالي حتى النهاية سوف تساعدك على أن تصبح في حالة نفسية أفضل.. ولا أرجو أن أخسر الرهان.. ساعدني.
هل يمكنك أن تذهب إلى مدينة ما دون أن تحدد مسبقا أنك مسافر هناك ودون أن تحب السفر إليها؟
اجابتك بـ«لا» سوف أفسرها على أنك إنسان واضح لديه هدف محدد في الحياة.. الهدف مهم.. والأهداف نوعان: أهداف قصيرة المدى.. وأهداف بعيدة المدى، الأهداف القصيرة تبدو مثل وسائل نقل صغيرة تسافر بك إلى الطريق الرئيسي الذي تسعى للمضي فيه بكل قوتك وطموحك وموهبتك للوصول إلى الهدف المهم النهائي.
إليك هذا المثال: هدفك الرئيسي أن تكون كاتبا مرموقا له قيمته في المجتمع.. مؤثرا وذا نفوذ بالكلمة التي تضعها على الورق.
كيف تصل إلى ذلك؟
لابد أن تختبر أولا قدراتك وموهبتك لتعرف هل أنت مؤهل بالفعل للوصول إلى الهدف؟.. قد يكون «نعم» لأنك تملك الإمكانات الكافيه لتجعلك في مرتبة صفوة الكتاب في يوم ما، وقد يكون «لا» وأن ما تتمناه هو مجرد حلم أو أمنية لا أساس لها من الصحة في مسيرة حياتك.
هل تستطيع أن تبحر إلى جزيرة بقارب مثقوب؟
هل تستطيع أن تذهب للقمر بطائرة من ورق؟
هل تستطيع أن ترسم لوحة من دون أصابع.. من دون ورق.. من دون لون.. من دون دفقة إحساس؟
إذا كان ما تملكه يساوي ما تريده.. فأهلا بك في نادي «الصاعدون إلى النجاح» وتستطيع الآن أن تصنع أهدافك القصيرة إلى القمة، أن تلتهم مكتبة من القراءات المختلفة «هدف» أن تكتب بكثرة مع محاولة صياغة أسلوب خاص لك «هدف» أن تفتح لك ولو نافذة صغيرة في أية صحيفة حتى لوكانت في بريد القراء «هدف» أن تؤسس لك موقعا بسيطا لنشر أعمالك الخاصة على الإنترنت «هدف» أن تقيم علاقات جيدة مع بعض المؤلفين والناشرين لتنتقل إلى هذا العالم الضيق «هدف» أن تكافح لنشر قصتك الأولى أو مقالتك الأولى في مكان يقدمك للقراء «هدف».
حزمة أهداف قصيرة يجب أن تصوب مجهودك عليها لتحقيقها.. وكلها تجعلك- فيما بعد- على الطريق السريع لهدفك الأكبر.. وما ينطبق على الكتابة الأدبية والصحفية ينطبق- مع تغيير الأهداف- على أي طموح آخر لك في الحياة.
كل رجل أعمال ناجح.. بدأ بصفقة صغيرة، كل ممثل نجم.. بدأ بمشهد متواضع، وكل محام كبير.. بدأ بقضية بسيطة، وكل مهندس مرموق بدأ باستشارة سهلة، المتميزون وحدهم أنجزوا . واختلفوا في الأسلوب الذي صنعوا به نجاحاتهم الأولى.
التميز فيما تبتكره في حياتك حتى لوكان في أشياء صغيرة هو نصف الطريق إلى الهدف الأكبر الذي تسعى إليه، تميزك يصنع شخصيتك، والإنسان أسلوب، فلا تقبل إلا أن تكون نفسك بأسلوبك الخاص،الفاشلون.. ليست لديهم خطط واضحة وطموحة لأهدافهم، وهذا قمة الفشل، المشكلة أن ملايين الناس يمارسون نفس الوصفة، والانفجار كل يوم بنفس القنبلة القاتلة بالسير حفاة من الهدف.. إلى المجهول.
لماذا لم تسأل نفسك: لماذا فلان فاشل؟ لماذا فلان ناجح؟
السؤال هنا هو محطة توقف إجبارية لاستعادة نفسك من الضياع.. وإعادة رسم صورة محددة لهدفك في الحياة.
النجاح صعب .. لكنه ليس مستحيلا على الإطلاق، ومادام كذلك فمن حقك أن تحصل على نصيبك منه.. ثق أن كل إنسان مؤهل للنجاح فيما وهبه الله من مميزات عليه توظيفها وترتيبها بالشكل الصحيح.
عرفت في حياتي مئات القصص التي تصلح لاقتباس النجاح منها، ما يميز أصحابها أنهم أدركوا موهبتهم.. فأمسكوا بها، ولم يسمحوا لأحد أن يعطلهم عن الوصول بها للغاية التي سعوا إليها، وعرفت آلاف القصص التي استطيع أن أضعها أمامي لأعرف أن أقصر طريق للفشل هو أن تكون بطل قصة لا تعرف لها نهاية.
اجعل للنهاية نفس قدر البداية.. حتى تصل إليها، لا يكفي أن تبدأ قويا.. المهم أن تنتهي وأنت أقوى
لاتنتظر النجاح.. اذهب إليه.
لاتنتظر الفرصة.. اصنعها.
لا تنتظر التغيير .. تغير.. ابدأ بنفسك.